حوار مع مجلة الحدث الجديد نشر في 2013
حاورته - نوال الجوهري
مجلة الحدث الجديد تحاور الإعلامي والمدون المصطفى اسعد، رئيس تحرير موقع سيدي بنوركوم، يصنف الإعلام المجتمعي كنوع من النضال الإلكتروني من أجل المدينة الصغيرة التي ينتمي لها .
من يكون المصطفى إسعد؟
المصطفى اسعد شاب طموح في بداياته يحلم بعالم خال من الحروب وبمغرب أفضل ويسعى للعيش بمجتمع إسلامي متفتح ديمقراطي وحدوي ، يعتز بالمغرب وتاريخه ويسعى للحفاظ على موروثه الثقافي والحضاري وكل شبر به من طنجة الى لكويرة بشكل عالمي متجدد وبرؤية إنسانية ، من مواليد مدينة سيدي بنور إعلامي ومدرب معتمد لدى العديد من المنظمات الإقليمية والدولية خريج كلية الحقوق جامعة القاضي عياض بمراكش وحاصل على العديد من الدبلومات التخصصية الدولية والوطنية بالإعلام والصحافة وحقوق الإنسان ويعتبر من بين أوائل المدونين والصحفيين الالكترونيين المغاربة .
ما هي الظروف التي ساهمت في خروج هذه الجريدة الالكترونية المحلية إلى الوجود؟
سيدي بنور . كوم هي إحدى أعمالنا وبواباتنا على النت وأعتبرها التفاتة وواجب و نوع من المرافعة المدنية من أجل المدينة التي أنتمي لها وإعلام مجتمعي يحاول الاقتراب من الساكنة وملامسة قضاياهم ، ولا أخفيكم سرا أنه ليس من السهل دخول تجربة الإعلام الالكتروني بمنطقة قروية نسبة استخدام الانترنت بها كانت جد منخفضة لكن النتائج فاقت تصوراتنا واستطعنا ولله الحمد التواجد بكل بيت وبكل مقهى وبكل جهاز هاتف ذكي ، لقد أظهرت ساكنة الإقليم عن علو كعب ونمو الكتروني جد مهم واستطاع هذا الموقع أن يعطي انطلاقة شرارة ثورة إعلامية محلية جد مهة حتى صارت بسيدي بنور الآن 3 مواقع إخبارية وآلاف الحسابات من الفايسبوك وتويتر ويوتيب وعشرات الصفحات الإخبارية على الشبكات الاجتماعية ومواقع مصالح ومؤسسات وهو أمر في غاية المتعة .
بعد ثلاث سنوات من عمر سيدي بنور كوم، ماذا أفرز وجودكم محليا؟
وجودنا أفرز التأسيس لإعلام مجتمعي الكتروني لا يوجد بكبريات المدن والأقاليم الوطنية ، أفرز أيضا قاعدة قراء جد مهمة وأفرز تواصلا مع أبناء المنطقة بالداخل والخارج وأفرز ثورة حقيقية في تتبع الاوراش ونقل الخبر وتقديم إبداعات أبناء الإقليم وتوحيدهم في بوابة الكترونية من مناضلين،أدباء ،خطاطين ، مصورين ، فناني كاريكاتير وكتاب ، وجودنا افرز أيضا رؤية نحاول رسمها لانقاد منطقة من هول المأساة وتغيير عقليات متحجرة وإيصال صوت الناس من خلال نقرة على جهاز حاسوب ، والأجمل من كل ما سبق أفرز تعريفا بإقليم سيدي بنور بكل العالم فصار الجميع له إمكانية التعرف على المنطقة من خلال الانترنت .
أين وقف رقم زوار الموقع، وهل كنتم تطمحون إلى هذا الرقم، أم خاب ظنكم؟
عداد الزوار يحطم مستوى تطلعاتنا وبصدق لم نكن نتوقع هذه المشاهدات بالآلاف لمقالات إقليمية وبمنطقة شبه قروية ولازالت في طريقها لتصبح حاضرة وطنية ، لذينا الآن مقالات حققت أزيد من 20 ألف زائر وأقل مقال لدينا تخطى عتبة الألف زيارة وهذا شيء رغم أن المتتبع لمقالاتنا سيحس بنوع من التقصير بالنشر بينما هو في الحقيقة سياسة تحريرية مرسومة من طرف مجموعتنا لتقديم محتوى راق وقاعدة بيانات محترمة وكلمات دليلية على محركات البحث تهم المنطقة وتساهم بالرفع من مستواها لذلك نحاول عدم النشر من أجل النشر ولكننا ننشر من اجل التنمية والتغيير وحتى الخبر نحاول تتبعه ومنحه حرمة وقدسية أخدين بعين الاعتبار أخلاقيات المهنة وذكر المصادر وليس فقط كوبي كولي،تجاوزنا اليوم رقم ثلاثة ملايين زائر وآلاف التعليقات ونشرنا 1300 مقال فقط وهو شيء ممتاز وأرقام تبشر بخير .
بعد إحداث هذه التجربة، ماهي الجوانب الخفية التي اكتشفتم؟
اكتشفنا أن العصر للتكنولوجيا الحديثة وأن حدود التواصل لا تؤمن بالحواجز فيكفي أن يكون هناك موديم انترنت بأحد المداشر الدكالية ليطلعوا على العالم بأكمله ومن بين أهم الأشياء التي أثرت بنا وجعلتنا نستمر في مجهوداتنا رغم انتحارنا ماديا نظرا لانعدام الدعم والإشهار ولإتباعنا خطا تحريريا نزيها هو حب الناس وتشبثهم بنا ، فبأحد الأيام بالصدفة كتبنا مقالا على رئيس جماعة قروية وبالمساء ذهبنا لذلك الدوار لاستقراء وجوه الناس وهل هم يعرفون ما نكتب أم أننا نكتب لأنفسنا فوجدنا شباب الدوار يلتفون حول احدهم وهو فاتح جهازه التقليدي بربط مع الشبكة ويطلعون على المقال وعندما رأونا غمرونا بحبهم وتقديرهم فخبرنا جيدا أن المنطقة تتطور بسرعة وأن ما نقدمه له عشاقه ، اكتشفنا أيضا كم الظلم الذي تتخبط به المنطقة واكتشفنا أننا نحمل أمانة كبيرة ويجب علينا صونها والعمل بشرف لنكون على قدرها .
كلمة أخيرة
في الأخير أشكركم على هذه الفسحة والدردشة وأسعدني التواجد بينكم وأحب أن أشكر كل ساكنة إقليم سيدي بنور وأخص بالشكر زملاء لنا ساهموا في إنجاح هذه البوابة الإخبارية المحلية وعلى رأسهم زملائي حسين آيت حمو وعبد اللطيف عيوش وإيمان سود والمبدعين عبد العزيز مجيب والعوني الشعوبي وكل كتاب الرأي وكل زملائنا بالمنابر الأخرى الذين يتقاسمون معنا مشقة العناء وحمل المشعل للدفع بهذه المنطقة الطاهرة إعلاميا .