http://issaad.net
 
http://issaad.net
كاتب المقال : المدون
Sunday 22 February 2015 - 18:40:27
عدد التعليقات :
أرسل لأحد ما طباعة الصفحة

إيبولا "الجيوب"

بقلم – المصطفى اسعد - منشور بجريدة السياسي الحر :
لا حديث اليوم إلا عن الفيروس الفتاك إيبولا ، شبح خطير أصبح يهدد كل الإنسانية ، ففي وقت خيالي ينتشر بين الناس وبين الدول الإفريقية التي يجتهد البعض في جعلها مختبر للتجارب السياسية قبل الصحية للتحكم في زمام الأمور الدولية .
لا يشكك أحد في خطورة إيبولا وانتقاله كالنار في الهشيم داخل دول إفريقية قابلة لاستقبال كل شيء نظرا لهشاشتها وفقرها لكن الأمر يطرح عدة علامات استفهام ومنها بالخصوص من يستفيد من هذه المصائب داخل القارة السمراء ؟ ولماذا لم نسمع على ايبولا إلا عندما اجتهد البعض في إخراجه للعالمية بعدما أحس بخطره رغم أنه متواجد منذ 1976 ؟.
بالمغرب لا أحد يهتم لإيبولا غير الوردي وزير الصحة وأوزين وزير الشباب والرياضة الذي طلب من الإتحاد الإفريقي لكرة القدم تأجيل الكان المزمع تنظيمه بالمغرب بالسنة المقبلة بدعوى الاحتراز من انتشار هذا الفيروس وسط المشجعين الذين سيزورون المغرب لمساندة بلدانهم ، أما الشعب فإيبولا لن يكون أخطر من الكحط والظلم الذي يجترونه كل يوم وهم يرون خيراتهم يستفيد منها القلة فقط بينما الأغلبية تتقاسم الويل والبؤس .
وحسب الأطباء والخبراء فمن أعراض ايبولا الاصابة بالحمى والآلام الشديدة في الرأس وهي أعراض تصيب غالبية المغاربة نتيجة وضعهم اليومي وواقعهم المعاش من خلال سياسات مخططة تغني الغني وتجوع الفقير وتخلق دولة بنوعين من المواطنين .
يضيع العالم الثالث بين لوبيات السياسة و الأسلحة حتى أصبح خرابا عن آخره وهاهي الآن لوبيات الأدوية تستثمر في سوق البشرية بعدما كان بإمكانها منذ زمن التصدي لإيبولا في مهده .
بالمغرب فيروس ايبولا الحقيقي هو الريع المتفشي داخل مجتمعنا والذي جعل البعض يعيش على عرق البقية في ضرب لكل معاني الكرامة والنخوة ، هو جشع ينتاب بعض السياسيين لنهب من اختاروهم ، هو سياسات متراكمة جعلتنا في أسفل سلالم التنمية العالمية حتى أضحى مصيرنا خارج تغطيتنا تتلاعب به السياسات الخارجية ونحن كالقطيع علينا فقط الاصطفاف علنا نفوز ببعض الفتات من لحم إخواننا الضعفاء بهذا العالم الباركماتي الخبيث .
ايبولا صرخة ام أنجبت في باب المستشفى بعدما رفضوا تقديم الخدمات الصحية لها ، وبطاقة وزعت على المغضوب عنهم تحت اسم " راميد "لا تنفعهم في شيء سوى تذكيرهم بالمعاناة كلما اطلعوا عليها .
ايبولا عصا توجه للمعطلين ، حقوق مهظومة لدوي الإحتياجات الخاصة ، صناديق منهوبة للمتقاعدين ، فيروس دمر العمل الحزبي لسنوات حتى فقد الكل المصداقية به ومرض فتاك أصاب النقابات بالفساد .
ويأتي فيروس ويذهب آخر وبين انفلونزا الخنازير والطيور وحمى الأفارقة وجنون البقر يضل المغاربة خارج الزمن يهتمون فقط لفيروس الفقر والريع ومرض "الجيوب" يتعايشون مع كل الأوضاع حالمين بغد بدون ايبولا حقيقي يمس قدرتهم الشرائية وقوتهم اليومي الذي يعيث به البعض بدون خجل أو استحياء .
ودائما مغربنا مغربكم وأف على من باع القضية ولهت وراء المصالح الشخصية .




نشر الخبر :
رابط مختصر للمقالة تجده هنا
http://issaad.net/news89.html
الرجاء من السادة القراء ومتصفحي المدونة الالتزام بفضيلة الحوار وآداب وقواعد النقاش عند كتابة ردودهم وتعليقاتهم. وتجنب استعمال الكلمات النابية وتلك الخادشة للحياء أو المحطة للكرامة الإنسانية، فكيفما كان الخلاف في الرأي يجب أن يسود الاحترام بين الجميع.